mercredi 23 juillet 2025

المركز يدين اختطاف الدكتور مروان الهمص

 

المركز يدين اختطاف الدكتور مروان الهمص ويحمل الاحتلال الإسرائيلي

المسؤولية عن سلامته 

 


يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأشد العبارات، الجريمة الخطيرة التي ارتكبتها قوة مسلحة تنكرت في ملابس مدنية، وأفضت إلى قتل صحفي وإصابة مواطنين، أحدهما صحفي، واختطاف مسؤول صحي فلسطيني بعد إصابته بجروح، ونقله باتجاه المنطقة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح، جنوب قطاع غزة.

وتشير إفادات شهود عيان جمعها طاقم المركز إلى تورط قوات الاحتلال في هذه الجريمة بشكل مباشر، حيث فر الضالعون فيها باتجاه منطقة تخضع لسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يؤكد أنهم إما قوة خاصة أو وحدة للمستعربين في قوات الاحتلال أو جزء من العصابات المسلحة التي شكلها الاحتلال، وهي تكريس لسياسة الإخفاء القسري، التي انتهجتها تلك القوات طوال الأشهر الماضية.  ولم لم يُعرف حتى اللحظة أي معلومة رسمية أو موثوقة عن مصير المسؤول الصحي.

كما تأتي هذه الجريمة في سياق أوسع استباحت في قوات الاحتلال المنظومة الصحية في قطاع غزة، بما في ذلك قتل 1582 من أفراد الطواقم الطبية، وإصابة واعتقال مئات آخرين.

ووفق إفادات شهود العيان والمعلومات التي جمعها طاقم المركز، عند حوالي الساعة 12:00 ظهر يوم الاثنين/21/7/2025، اقتحم 4 مسلحين يرتدون ملابس مدنية استراحة Sea Castel المقابلة لمستشفى الصليب الأحمر الميداني في شارع الرشيد الساحلي في منطقة المواصي، غرب مدينة رفح، وأطلقوا النار من مسدساتهم تجاه الدكتور مروان شفيق علي الهمص، 53 عاماً، مدير مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح، والمكلف بإدارة ملف المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، وأحد الناطقين باسم وزارة الصحة الفلسطينية، وأصابوه في ساقه. وأدى إطلاق النار أيضاً إلى مقتل المصور الصحفي الحر تامر ربحي رفيق الزعانين، 35 عاماً، وإصابة المصور الصحفي في القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني إبراهيم عاطف عطية أبو عشيبة، 32 عاماً، والموظف الإداري في وزارة الصحة بلال فايز جمعة برهوم، 42 عاماً، بجروح خطيرة.  وقعت هذه الجريمة أثناء التحضير لتصوير مادة صحفية، وجزء من فيلم وثائقي من المصور الصحفي الحر تامر الزعانين مع الدكتور مروان الهمص.

فور إطلاق النار تجمهر عدد من المواطنين أمام استراحة Sea Castel لمعرفة ما يحدث، فادعى المسلحون أن السبب هو ثأر عائلي، ثم وضعوا الدكتور مروان الهمص في مركبة بيضاء مكشوفة من الخلف كانت تنتظرهم، وأخرجوا منها بنادق رشاشة وأطلقوا عشرات الأعيرة النارية في الهواء، وانسحبوا نحو الجنوب في شارع الرشيد الساحلي باتجاه ميدان العلم في مواصي مدينة رفح الخاضعة لسيطرة قوات الاحتلال.

وأفاد الصحفي المصاب إبراهيم أبو عشيبة، 32 عاماً، لطاقم المركز بما يلي:

“عند حوالي الساعة 10:00 صباحاً، التقيت أنا وصديقي المصور الصحفي الحر تامر الزعانين مع الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة الفلسطينية، وبلال برهوم، الموظف الإداري في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس. كان هناك موعد مسبق متفق عليه بين صديقي المصور الصحفي تامر الزعانين والدكتور مروان الهمص، من أجل تصوير خاص بفيلم وثائقي حول عمل الدكتور مروان الهمص ووزارة الصحة خلال حرب الإبادة الجماعية، وليس لي علاقة بهذا العمل وإنما كنت أرافق صديقي المصور الصحفي تامر الزعانين. ركبنا في سيارة إسعاف قادها بلال برهوم، وتوجهنا نحو مواصي رفح، وتوقفت السيارة أمام مستشفى الصليب الأحمر الميداني. وقبل الدخول إليه اتفق الدكتور مروان الهمص والمصور الصحفي تامر الزعانين على التوجه أولاً لاستراحة تقع على شاطئ البحر، مقابل مستشفى الصليب الأحمر الميداني. وبعد دخولنا إلى الاستراحة مشينا نحو الشاطئ لبعض الوقت، ثم عدنا إلى الاستراحة وكان فيها 4 أو 5 أشخاص معظمهم من العمال فيها، وجلسنا على كراسي وأمامنا طاولة. لا أستطيع تذكر الوقت بدقة ولكن قبل الظهر وبينما كنت أتحدث أنا وبلال عن القهوة، لاحظت دخول 5 أشخاص إلى الاستراحة وقالوا اثبتوا.. نزلوا أيديكم عن جيبكم. اعتقدت في البداية أن الموضوع مزح.  التفت نحو الأشخاص الذين وقفوا حولنا وشاهدت مسدسات معهم موجهة نحونا وكان أحدهم يرتدي بلوزة رمادي وطاقية سوداء. وفي غضون ثواني سمعت صوت إطلاق رصاصتين، وشعرت بألم في صدري ثم سقطت على الأرض، ثم سقط فوقي بلال برهوم، وبدأت أغيب عن الوعي، وقلت لبلال برهوم أنا بنزف، فقال لي بلال لا تتحدث وخليك مغمض، ثم سمعت إطلاق صوت رصاص، وبعدها غبت عن الوعي بشكل كامل. وصباح اليوم (الثلاثاء/21/7/2025)، عدت إلى الوعي وعرفت أنني موجود في مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، وأخبرني اخواني أنه تم إجراء عمليتين جراحيتين لي بعد إصابتي برصاصتين في صدري وفي يدي اليمنى وتسببت في قطع شريان وأوردة في يدي ولا أستطيع تحريكها. كما علمت من أصدقائي الصحفيين أنه قد تم اختطاف الدكتور مروان الهمص، واستشهد صديقي المصور الصحفي تامر ربحي رفيق الزعانين، وكما أصيب بلال برهوم بجراح خطيرة ولا يزال في قسم العناية المركزة”.

إن استمرار هذه النمط من جرائم يفضح استخدام قوات الاحتلال أسلوب العصابات في مناطق تخضع لسيطرتها التامة، بما في ذلك عمليات الخطف المنظمة والإخفاء القسري والتصفية الميدانية.

يحمل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الدكتور مروان الهمص، ويطالب بالكشف الفوري عن مصيره والإفراج عنه فورًا.

 كما يطالب المجتمع الدولي بالضغط الجاد على دولة الاحتلال لوقف هذه الجرائم، وضمان توفير الحماية للطواقم الطبية والإعلامية، والعمل على وقف الإبادة الجماعية وضمان حماية المدنيين الفلسطينيين.

هل يمكن أن تقف مكتوف الأيدي وأنت ترى الأطباء والصحفيين يُقتلون ويُخفون قسرًا أثناء أداء مهامهم الإنسانية؟ إن مسؤوليتك المباشرة كفاعل دولي أو كصاحب قرار هي التحرك العاجل لإنقاذ الأرواح، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تشجع الاحتلال على تكرار جرائمه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire